2011/02/27

الفرق بين علم الخلاف والاختلاف


     ينقسم الخلاف العالي إلى شعبتين في العلم:
:: علـم الخـلاف أو الخلافيــات. 
:: علـم اختـلاف العلمــاء
       إذن:
:.  فمــا الفرق بينهما وكيـف يستطيـع طالـب العـلم أن يفـرق بينهمـا ؟ 
:.  وما موضوع كل واحد منهما؟ 
:.  وبماذا يهتم كل منهما؟









:. علم الخلاف
عرفه العلماء على وجه الإصطلاح بتعريفات متقاربة، اختار منها الشيخ أحمد البوشيخي أن يقال في تعريفه :" معرفة كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبه، وقوادح الأدلة بالبراهين القويو لحفظ أحكام مسائل الخلاف الواقع بين الأئمة أو هدمها "[1].
  وأبلغ تعريف هو ما ذكره عبد الرحمان بن خلدون -808- في مقدمته، حيث قال :" وأما الخلافيات فآعلم أن هذا الفقه المستنبط من الأدلة الشرعية كثر قيه الخلاف بين المجتهدين، باختلاف مداركهم وأنظارهم خلافا لابد من وقوعه... واتسع ذلك في الملة اتساعا عظيما وكان للمقلدين أن يقلدوا من شاؤوا منهم، ثم لما انتهى ذلك إلى الأئمة الأربعة من علماء الأمصار، وكانو بمكان من حسن الظن بهم اقتصر الناس على تقديمهم... فاقيمت هذه المذاهب الأربعة أصول الملة وأجري الخلاف بين المتمسكين بها والآخرين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوصالشرعية، والأصول الفقهية، وجرت بينهم مناظرات في تصحيح كل منهم مذهب إمامه، تجري على أصول صحيحة وطرائق قويمة يحتج بها كل على مذهبه الذي قلده وتمسك به ، وأجريت في مسائل الشريعة كلها وفي كل باب من أبواب الفقه ... وكان في هذه المناظرات بيان مآخذ هؤلاء الأئمة، ومثارات اختلافهم ومواقع اجتهادهم، وكان هذا الصنف من العلم يسمى بالخلافيات "[2].


&       علم اختلاف العلماء :

         عرفه الدكتور الروكي فقال :" الإختلاف عند الفقهاء أن تكون اجتهاداتهم وآرائهم وأقوالهم في مسألة متغايرة "[3]


وقال أحمد البوشيخي : " هو تغاير الأحكام في مسائل الفروع سواء كان ذلك على وجه التقابل، كما يقول بعضهم في حكم ميألة ما بالجواز ويقول البعض الآخر فيها بالمنع، أو كان على وجه دون ذلك، كأن يقول أحدهم حكم هذه المسألة الوجوب ويقول غيره حكمها الندب أو الإباحة "[4].
والفرق بين الخلاف والإختلاف، هو أن الإختلاف هو ثمرة النظر المستقل المجتهد في الأدلة الشرعية التفصيلية لإستنباط أحكام الشرع العملية.   أما الخلاف فيهتم بحفظ هذه الأحكام لمذهبه، والدفاع عنها والرد على مخالفها.
ومن خصائص علم الخلاف أنه يسنمد قواعده من علم الجدل، وأن الحجة تكون فيه بالدليل النافي والمقتضي، لا تفاصيل الأدلة  وفروعها، كما أن الإعتراض على المذهب المخالف وحفظ المذهب من اعتراض الخصم هما هدفاه الأساسيان.
أما علم الإختلاف فموضوعه الأساسي هو المسائل الفرعية واختلاف أهل العلم في أحكامها، والمصنفات فيه قد تورد الأدلة والمنازع المستند إليها وقد لا توردها، كما أن الترجيح المذهبي ليس عن مقاصدها.


[1] . تهذيب السالك، دراسة المحقق البوشيخي -1/ 107-.
[2] . المقدمة لابن خلدون ص: 456.
[3] . نظرية التعقيد،للدكتور الروكي، ص،-179-.
[4] . دراسة المحقق البوشيخي لتهذيب السالك ،- 1/104-.

0 تعليقات:

إرسال تعليق